عائشة المعمري.. أول طبيبة إماراتية على خط النار
20-08-2017 الإمارات اليوم
أكدت طبيبة الطوارئ، عائشة المعمري، أن عملها في مجال طب الطوارئ، الذي يتطلب الدوام لساعات متواصلة يومياً، لم يمنعها من تكريس جزء كبير من وقتها للعمل في المجال التطوعي والإنساني، إذ تتمتع بقائمة طويلة من الإنجازات في مجال الطب والعمل الإنساني، أهلتها للحصول على جائزة أبوظبي في عام 2016، التي سلمها لها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ومن أبرز هذه الإنجازات تأسيس برنامج للتثقيف الصحي حمل اسم «كلية الطب المصغرة».
وتؤكد المعمري أيضاً أنها حلمت منذ الصغر بأن تصبح طبيبة حتى تكون على خط المواجهة، وفي طليعة من يخدمون وطنهم. وحينما تحقق حلمها، اختارت العمل في طب الطوارئ، الذي تفوقت فيه بشهادة كثير من الجهات والمؤسسات الدولية، إذ اختارتها إحدى المنظمات الإنسانية الكندية لتشارك في تأهيل وتدريب أطباء الطوارئ في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
«الإمارات اليوم» أجرت اتصالاً هاتفياً مع المعمري في ذكرى اليوم العالمي للعمل الإنساني، التي حلت أمس، تحدثت خلاله من مقر عملها الحالي في إثيوبيا، عن رحلتها في العمل الإنساني والتطوعي.
وتفصيلاً، قالت المعمري إنها حلمت منذ أن كانت في الـ12 من عمرها بأن تصبح طبيبة في طب الطوارئ، حتى تتمكن من الوقوف على خط المواجهة، إذا حدث ما يستدعي ذلك، وأن تخدم وطنها من هذا الموقع. ولذلك اختارت العمل في هذا المجال، لتصبح أول طبيبة طوارئ في الدولة، وهو قرار اتخذته، وسارت نحوه بخطى ثابتة، ولم تتراجع عنه ولو للحظة، كما تقول، لأنها تتذكر حرب الخليج، وكيف شعرت وقتها - كطفلة - بالعجز عن فعل شيء، ومن ثم قررت عندما تكبر أن تعمل في مجال يمكنها من المشاركة في إحداث أي تأثير إيجابي يخدم مجتمعها وقيادتها ووطنها. وأضافت: «انضممت عام 2005 إلى برنامج (ماكجيل لطب الطوارئ)، حيث تم تدريبي على مختلف التخصصات الطبية في طب الطوارئ، ومن بينها طب الطوارئ الدولي الذي يشمل الخدمات الإنسانية من مختلف الأنواع، مثل الخدمة في حالات الكوارث، أو المساعدة في تطوير طب الطوارئ في المناطق الريفية، أو المناطق المتخلفة». وأكدت المعمري أنها واجهت أول اختباراتها الحقيقية في مجال طب الطوارئ عام 2015، عندما توجهت إلى اليمن ضمن بعثة طبية مكلفة بعلاج جنود إماراتيين أصيبوا في اعتداء عسكري تعرضوا له.
وعن تفاصيل رحلتها إلى اليمن، قالت: «في الرابع من سبتمبر 2015 تمت مهاجمة معسكر لقواتنا في اليمن، وفي اليوم نفسه تلقيت اتصالاً هاتفياً من مدير المستشفى الذي أعمل فيه (مستشفى المفرق في أبوظبي) يطلب طبيب طوارئ للسفر فوراً إلى اليمن دون تحديد تفاصيل أو مدة، فطلبت منه خمس دقائق للردّ، لأنني شعرت بمفاجأة مصحوبة برهبة. لكن سرعان ما عاودت الاتصال به لأخبره بأني سأذهب، ثم توجهت سريعاً للمنزل، وأخبرت أسرتي، ونقلت لهم رغبتي الشديدة في السفر، لأنه واجب إنساني ووطني، لا فرق فيه بين رجل وامرأة. تلقيت بعدها اتصالاً آخر من مدير المستشفى يخطرني فيه بأنهم يريدون طبيب عناية مركزة بدلاً من الطوارئ، فأخبرته بأنني متخصصة أيضاً في هذا المجال، وأصررت على الذهاب». وأضافت: «فوجئت بتجهيزات مذهلة من قبل القوات المسلحة الإماراتية، لدى وصولي إلى اليمن، جعلتنا نعمل بسهولة ويسر واطمئنان، وقد نجحت مع زملائي في التعامل مع أكثر من 90% من الحالات، واستطعنا السيطرة على أوضاع المصابين، بما يمكننا من نقلهم إلى الدولة بالطائرة التي تحولت إلى مستشفى في رحلة لم تستغرق أكثر من 12 ساعة ذهاباً وإياباً، وطوال ساعات الرحلة، كانت مشاعر الفخر تغمرني لأن حصولي على تدريب في مجال طب الطوارئ والرعاية الحرجة والخدمات الإنسانية، زودني بالمهارات اللازمة للمساعدة في إعادة جنودنا المصابين إلى الإمارات».
وشرحت أن «العمل في طب الطوارئ يحتاج إلى البقاء في حالة التأهب على مدار الساعة، مشيرة إلى أنها تعلمت كيف تتجاوز التحديات، وكيف تحيل الصعوبات التي تجتازها إلى فرص لمضاعفة خبراتها».