سفن الإمارت .. ماضٍ عريق ومازالت تبحر في خليجنا
تتميز دولة الإمارات العربية المتحدة بثراء تاريخي بحري وأمجاد بحرية سطرتها الأشرعة وسواعد أبنائها، رفعوا عليها علم الإمارات عالياً خفاقاً في عرض البحر، و تاريخ الملاحة البحرية في الإمارات قد بدأ من قرون وسنين بعيدة، حيث تعد دولة الإمارات العربية المتحدة أمة بحرية بالمعنى الحقيقي للكلمة، فهي تمتلك ساحلاً يمتد لأكثر من 800 كم، وعدداً كبيراً من الجزر في الخليج العربي وبحر العرب، وتفخر الإمارات بما لديها من تقاليد عريقة في الإبحار والملاحة، وبناء السفن، والغوص، وصيد الأسماك، والتجارة البحرية عبر موانئ الخليج العربي. وقد طور أبناء الإمارات في الماضي صناعة السفن، وجعلوها ذات أحجام مختلفة، فمنها الصغير ومنها الكبير واستخدموا في صناعة سفنهم خشب (الساج)، وذلك لمرونته، وقوة تشكله، ومن أشهر سفن الإمارات: البغلة، والكوتية، والغنجة، والبوم، والسنبوك، والشوعي، والبتيل، والشاحوف، والبقارة، والصمعة، والجالبوت، وكانت هذه المراكب تدهن بشحم الحوت المعروف محلياً بـ (الصل) لأنه يمنع تسرب المياه إلى داخل هذه المراكب ويعطي الخشب عمراً أطول وصلابة أقوى.
ومن أشهر السفن وأقدمها هي «جالبوت» وهي من السفن التي كان أجدادنا يستخدمونها في رحلات الغوص واللؤلؤ وفي السفر ونقل الاغراض وصيد السمك من الأعماق البعيدة، حيث يكون طول «الجالبوت» بين 20 و30 قدم و تكون حمولته ما بين 15 و60 طن، ومن بين هذه السفن أيضاً سفينة «السنبوك» واللي تعتبر من الصناعات المحلية والتي يستخدمونها في السفر الغوص الصيد و طولها حوالي «60» قدم و حمولتها ما بين 25 و60 طن. أما «الشوعي» وهي السفينة التي ظهرت في أوائل الستينات وهي من السفن الدارجة والمستخدمة في الوقت الحالي في دولة الإمارات والمعروفة باسم "اللنج".