يستعد مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي لإطلاق القمر الصناعي البيئي «DM SAT1»، الذي تمتلكه البلدية، خلال العام الجاري، حيث يعتبر أول قمر صناعي نانومتري بيئي للبلديات على مستوى الوطن العربي، ويستهدف رصد وتجميع وتحليل البيانات البيئية باستخدام تكنولوجيا الفضاء، وتوظيفها في مجال إيجاد الحلول لتحديات تلوث المدن والتغير المناخي، كما سيساعد القمر على تطوير خارطة جودة الهواء في الإمارة، ودراسة التغيرات الموسمية لمستويات ملوثات الهواء وطبيعة تأثيراتها وتحديد مصادرها.
وبدأت فكرة إطلاق القمر منذ أكثر من عامين، حيث تم تخصيص لجنة فنية لإدارة مشروع القمر الصناعي البيئي، تضم في عضويتها مختصين من إدارة البيئة في بلدية دبي، وإدارة الاستشعار عن بُعد في مركز محمد بن راشد للفضاء، فيما أوكل للمركز عملية المتابعة والإشراف على تصنيعه، الذي يتم بالتعاون مع جامعة تورنتو في كندا.
كما يوجد فريق من مركز محمد بن راشد للفضاء يعمل على مراجعة التصاميم ومراحل الإنجاز، وصولاً للإطلاق، ومن ثم تبدأ عملية استلام الصور الفضائية، حيث سيقوم الفريق المختص بتحليل نتائجها، وتطوير التطبيقات الخاصة بهذه المعلومات.
فيما سيكون هناك ربط إلكتروني بين مركز محمد بن راشد للفضاء وبلدية دبي يتيح إرسال المعلومات التي يتم تحليلها للجهات المختصة في البلدية والمعنية بها، فيما سيتم ربط هذه المعلومات بخرائط توضح التفسيرات العلمية المطلوبة لأي ظاهرة، لاتخاذ القرارات الاستراتيجية الفعالة.
وتعد البيانات التي ستنتجها الصور الفوتوغرافية والدراسات الميدانية والمعلومات عبر الأقمار الاصطناعية، محورية جداً، وحجر زاوية في ما يتعلق باتخاذ القرارات المناسبة المتعلقة بظاهرة ما، خاصة هذا المشروع الذي يعتبر نموذجاً للتعاون بين المركز والجهات الحكومية والخاصة، لاستغلال تكنولوجيا الفضاء في القطاعات ذات الارتباط المباشر بحياة الإنسان، والمساهمة في بناء مدن المستقبل.
وتتيح هذه المشروعات فرصة مهمة لبناء القدرات البحثية والفنية، ضمن القطاعات ذات الاهتمام الاستراتيجي للدولة، كما أن التكلفة الفعلية لمثل هذه النوعية من الأقمار، تعتبر قليلة، مقارنة بنظيراتها، فضلاً عن تقنياتها المتطورة التي تتميز بها.
Advertisement