الحبـــــــال.. حزمت المتفرّق وزادتنا قوة
يلتقط عبد الله ربيع مفردات الحياة في الإمارات، متشبثاً بالأشياء في مسافاتها الأكثر حضوراً في ماضي الزمان، حيث الأصالة والوفاء لكل ما رفد الشعب الإماراتي بالحياة، عبر الدهور والأجيال.
لعب الحبل دوراً كبيراً في حياتنا، طوال سنوات الماضي، حينما كانت الظروف أقل رخاء وأكثر قسوة، وما من بيت إلا وقد شدت أركانه وسقوفه بحبل، ولا سفينة لها شراع أو دابة في الصحراء دون أن يكون الحبل من أهم الأدوات التي يلجأ إليها أصحاب الحاجة من أجل القيد والتوجيه ابتغاء مصلحة الإنسان، فالحبل بالتالي نصير الإنسان في حياته عبر التاريخ، حتى بات يكنى به للدلالة على قوة الرابطة والصلة المتينة.
ولو بقينا نعدد فضائل الحبال في المجتمعات العربية، وخاصة الإماراتية فسوف يطول الحديث طول الحبال ذاتها، وهي في الحقيقة على أنواع تتراوح بين الغليظ وما دونه وحتى الخفيف، حسب الوظيفة التي يكرس من أجلها، وإذا كانت المواد التي تفتل منها الأمراس والحبال اليوم عديدة بينها البلاستيك والقطن والتيل وحتى الأسلاك المتينة، فإننا في ماضي الإمارات نعتمد فقط على خيوط الليف الذي هو في عسج النخل ويقع في قمة الشجرة.
هذا الليف يصعب أن يروض فيفتل أو يضفر في شكل حبل دون تليينه بواسطة عملية تنقيع في الماء لأيام ثم يستخرج ويفرك ومن ثم يتم جمعه في صورة فتائل يجري جدلها معه لتكوين الحبل، وقد يكون الحبل من فتيلتين أو ثلاث وبكثافات مختلف توظف فيها الألياف بحسب الحاجة التي تخصص لها الحبال.
يقول المواطن الإماراتي حسن راشد من دبا الفجيرة: الحبال أنواع منها الغضف يستخدم في البحر مثل حبال الكمبار وهي من الأصناف الغليظة، ومن أنواع الحبال كذلك الشروط التي تستخدم في العمليات الخفيفة كالسلال وبناء العرشان وغيرها من حاجيات الحياة.
يقول راعي الوصف «لو ما الحبل كلني المحل، ولو ما الحبل ما تحت باورة ورسيت» والباورة هي الأداء التي تربط في السفينة لكي ترسو السفينة في المرفأ.