عبد الحسين عبد الرضا .. رحيل مؤثر وحزن على فقدان هرم الدراما الخليجية
بتصرف من البيان – 13 أغسطس 2017
لم يكن وقع خبر رحيل الفنان الكويتي عبد الحسين عبد الرضا هيناً على الجميع، فقد أصاب الكويت وأهل الخليج عامة بالحزن، وألبس الكثير من أبناء جيل الراحل السواد، حزناً على فقدان هرم الدراما الخليجية، الذي رحل في إحدى مستشفيات العاصمة البريطانية لندن، بعد صراع مع المرض الذي وضع نقطة النهاية في مسيرة صانع الابتسامة، على وجوه الناس لأكثر من نصف قرن.
سيل رسائل التعزية بفقدان «برج الكويت الرابع»، لم يتوقف منذ أول من أمس، على المستويين الرسمي والشعبي، فرحيل عبد الرضا، ترك فجوة عميقة في قلب أبناء جيله من الفنانين الذين رافقوه على امتداد مسيرته، ومن بينهم الفنان إبراهيم الصلال، الذي قال: «بقلوب ملؤها الإيمان بالقضاء والقدر تلقيت الخبر، برحيل الأخ الكبير بوعدنان الذي اعتبره نوخذة الفن في الكويت»، أما الفنانة حياة الفهد التي أصيبت بنوبة بكاء شديدة، خلال لقائها مع برنامج «صباح الخير يا عرب» على قناة إم بي سي، وتحدثت فيه عن الراحل، حيث قالت: «بوعدنان إنسان أسعد الناس أجمعين لسنوات طويلة، ولكنه أبكاهم في يوم رحيله، والكويت كلها حزينة لرحيله».
وأضافت: «اعتاد بو عدنان على توصيتنا خيراً بالكويت، وتحذيرنا من الفتنة والفرقة، ودائماً كان يردد: كلنا أهل، فهمه دائماً أن تظل الكويت بأمان والناس أيضاً». وتابعت: «أعزي الكويت والعالم كله برحيل الغالي، ولا اعتراض على حكم الله، هو راح ولكنه موجود بقلوبنا».
الفهد التي قدمت العديد من الأعمال إلى جانب عبد الرضا، أشارت في حديثها إلى أن المرحوم بشرها في آخر اتصال بينهما أنه «تلاحق على المرض، وتم تركيب الدعمات له».
وقالت: «كان يتمنى أن يعود ليقدما معاً عملاً مسرحياً ليس الهدف منه المادة بل المهم هو الظهور أمام جمهورهما، ويكون نهاية كل جمعة. وكان يقول لها: دعينا نتعالج حتى نطل على جمهورنا ونحن بخير.
وتابعت: كان همه أن يجتمع بهذه المسرحية كل الفنانين من جيلنا كسعد الفرج وسعاد عبدالله وأن نسعد جمهورنا. وقالت بحرقة: لكن للأسف كل شيء انتهى.
حرقة سعاد وميس
بمفردات الحزن المقرونة بالبكاء، عبرت الفنانة سعاد العبدالله عن حزنها، وقالت: الآن أشعر باليتم، ماذا أقول؟ كنت أتابع حالته.. وأنا في الخارج، وسأعود إلى البلاد فوراً للمشاركة في عزائه.. والوقوف إلى جوار أهله. وأضافت: عبدالحسين ليس مجرد اسم، إنه الأب الروحي والحامي الحقيقي للحركة المسرحية، وهو أيضاً الإبداع وتجلياته.
الحرقة أصابت أيضاً الفنانة العراقية ميس كمر، التي بكت الراحل بمراره على شاشة تلفزيون العدالة، وقالت: كل الكلمات لا تقدر ولا تفي بوعدنان حقه، فهو إنسان متواضع وبسيط، ولن يتكرر.
وأضافت: بوعدنان كان بمثابة ثروة وكنز لن يتكرر، ولا أستطيع بصدق أن أصف مشاعري، فحزني كبير والألم يذبحني.
التغريدات الناعية له لا تزال تتدفق على مواقع التواصل الاجتماعي، فيما توشحت معظم حسابات الفنانين بصوره، كما شهدت هذه المواقع تداول العديد من المقاطع الدرامية والمسرحية التي اشتهر بها عبد الرضا، حيث حاول بعض الفنانين التعبير من خلالها عن عمق حزنهم على رحيل هرم الدراما الخليجية، حيث قالت الفنانة باسمة حمادة: إن الفنان الراحل كان صاحب كلمة واضحة ومواقف مشهودة وعملاقا في كل شيء وهرماً كبيراً وسيبقى أسطورة، مضيفة أنه «أضحكني منذ طفولتي واليوم أبكاني برحيله»، واعتبر الفنان شهاب حاجيه أن الراحل عبدالرضا يعد كأب لجميع الفنانين وأن رحيله آلمنا جداً، مبينا أن الجميع كانوا يلجأون له في الكثير من الأمور، إذ كان حكيماً ويضع مصلحة الكويت فوق كل اعتبار.
بدوره اعتبر الفنان خالد أمين أن الفقيد كان «منارة لكل مواطن خليجي وبرحيله ترك لنا كفنانين شباب مسؤولية كبيرة لم ندركها بوجوده.
رحيل الأعزاء
المسرحي إسماعيل عبدالله الأمين العام للهيئة العربية للمسرح، بعث برقية تعزية إلى عائلة الراحل، قال فيها: في رحيل الفنان الكبير المبدع عبد الحسين عبد الرضا، نجد أنفسنا متحدين في الألم، تماماً كما كنا متحدين في الضحكة والبسمة وحبه.
يرحل جسد عبد الحسين عبد الرضا، محمولاً على تلويحات أكف الملايين من محبيه على امتداد الوطن العربي، يرحل في زمن صار للرحيل معنى غير رحيل الأعزاء، لأنه لم يخن الناس التي أحبته، ولم يخن المهنة الأنبل التي اختارها هوية له.
وتابع: هكذا يرحل الفنان جسداً، وهكذا يخلد في ذاكرة محبيه و يورثونه لمن يأتي بعدهم. وأضاف: هكذا يا أبا عدنان، يرحل محبوك برحيلك، وتبقى أنت منارة وذاكرة ناصعة في صفحات أيامنا، فإذا كان هتاف ارحل قد شق الصدور والحناجر ليرحل من صنعوا الظلام في الحياة، فإن قلوب محبيك تقول من أعماقها (لن ترحل)، لأنك