الذكرى الرابعة والعشرون لمؤسس نهضة دبي
الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم
من الشخصيات العظيمة في دولة الإمارات العربية المتحدة صاحب السمو المغفور له بإذن الله تعالى- الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم ، رفيق درب الشيخ زايد – رحمه الله – في تأسيس دولة الاتحاد وتحقيق الحلم الغالي.
كان سموه رجلًا ذا عقل راجح وبصيرة نافذة، سخّر وقته وجهده وكل ما لديه لنهضة دبي، حتى صارت لؤلؤة الخليج. لقد أصبحت درة نفيسة تروى حكايات نهضتها وتطورها في بلاد العالم أجمع، كيف لا وقد أدركت في سنوات قصيرة من عمر الزمان من التطور والنهضة في مجالات الحياة كلها ما لا يستطيع غيرها إدراكه في قرون.
هذه هي عظمة القيادة، قيادة - المغفور له بإذن الله- الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم الذي حقق التميز وهيأ الظروف لتحقيق المزيد منه.
إنَّ النعمة المادية التي أغدقها الله على هذه الأرض الطيبة تختبئ بين طيات الصحراء أو تحت سطح الماء، ولكن النعمة المعنوية هي شخصيات هذه الدولة التي غيرت وجه التاريخ. إنها حقًا نعمتها الروحية الحقيقية، وسموه - رحمه الله- كان من أهم هذه الوجوه السمحة التي اعتمدت مبدأ البساطة، والاستماع للجميع وإشراك المواطنين في صنع القرار والتنفيذ، وقد صدقت رؤيته بجعل دبي "دانة الدنيا
المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم - حاكم إمارة دبي (1958-1990)
هو الشيخ راشد بن سعيد بن مكتوم بن حشر بن مكتوم (الأول) بن بطي بن سهيل بن بطي بن سهيل الفلاسي، وجده الشيخ بطي بن سهيل بن راشد الفلاسي هو الشاعر الكبير الذي قال في إحدى روائعه:
"إنّا بني جبلة ابن أحمد عصبة ً والجد من ياس بن عبد الأعلمي "
ينحدر من قبيلة آل بو فلاسة من البني ياس، والده الشيخ سعيد حكم من 1912 م إلى 1958م ولد في دبي عام 1912 [1] ، ونشأ في بيت والده الشيخ سعيد الذي اشتهر بالورع والزهد والتقوى ، والحرص على مصلحة الوطن والمواطنين ، وسعة الصدر والحلم ، والخلق النبيل، كما نشأ - رحمه الله- في كنف السيدة الفاضلة الشيخة حصة بنت المر والدته التي كانت لها مكانة خاصة في قلوب الناس لما عُرف عنها من تسامح وطيبة قلب، وقد لقبت بـ"أم دبي"؛ فتشرّب سموه منذ نعومة أظفاره في هذا البيت كل هذه الخصال الطيبة والسجايا الحميدة المستقاة من أصيل الثقافة العربية الإسلامية.
كان سموه يراقب عن كثب كيفية حكم والده للناس، في جو من الحرية المطلقة التي تمكّن الجميع من البوح بأسرارهم دون خوف أو حرج؛ فتعلم أصول الحكم الرشيد الذي يستمع فيه الحاكم لجميع المحكومين، ويعطي الحرية لكل المواطنين.
تعليمه:
كغيره من أبناء بلاده تعلم آنذاك مبادئ اللغة العربية والحساب والقرآن الكريم على يد المطاوعة، إلى أن التحق بالمدرسة الأحمدية في ديرة، هذه المدرسة أسسها الشيخ محمد بن أحمد بن دلموك تاجر اللؤلؤ المعروف، وكانت تحت الرعاية الشخصية للشيخ مانع بن راشد آل مكتوم الذي استقدم المدرسين من الزبير في العراق؛ لتحسين مستوى التعليم في مدرسته.
عُرف عن سموه - رحمه الله- جدّه واجتهاده، وبعده عن اللهو وحبه للعلم والمعرفة، كما اشتهر منذ صغره بسمو الأخلاق وطيب النفس ولين المعشر، وقد رأى مدرسوه وصحبه في عينيه دومًا لهيبًا من الحماس يكتنف مقلتيه، ويقوده نحو الأمام لتحقيق أحلامه، وقد كان حلمه الأكبر رسم اللون الأخضر على صفحات هذه الصحراء المترامية الأطراف، القاسية، وجلب الحياة السهلة الكريمة لأبنائه وإخوانه المواطنين
موسوعة الإمارات