من خلال عملها الحكومي في مؤسسة دبي للمستقبل كمحلل استشراف، استطاعت الإماراتية روضة الصايغ، تنمية مواهبها في مجالات عدة، من التصوير إلى التقديم في العديد من المناسبات الحكومية، ونجحت في تجسيد صورة مشرفة للإماراتية القادرة على تنظيم أولوياتها، ورعاية مواهبها التي عملت على تنميتها وإبرازها للجمهور برؤية معاصرة ترتكز على مقومات التراث المحلي والأصالة العربية، للانطلاق نحو أفق آخر.
تتوقف روضة عند بدايات تفتح موهبتها في التصوير بشكل خاص، بعد أن أتيحت لها فرصة المشاركة في إحدى مسابقاته التي أتاحت لأحد أعضاء لجنة التحكيم اكتشاف ما تتمتع به من رؤية فنية يمكن استثمارها للوصول إلى الهدف المنشود، مضيفة لـ«الإمارات اليوم»: «بعد هذا المعرض التحقت ببعض الدورات التدريبية الخاصة بفنون التصوير الضوئي، إلى أن توافرت لي فرص المشاركة الأوسع في الكثير من المسابقات والمعارض التي بدأت تحتفي بموهبتي كأصغر مصورة إماراتية تدخل هذا المجال».
وبنبرة مازحة، تكمل روضة: «لم يدم هذا الاحتفاء طويلاً، لأنني اكتشفت بعد فترة وجيزة أنني لم أعد أصغر مصورة إماراتية، في الوقت الذي مررت بمرحلة صعبة في حياتي تجاهلت فيها الكاميرا لما يزيد على عام ونصف العام، لكنني عدت مجدداً بعدها للتواجد في الفعاليات الفنية، مثل مشاركتي في مرسم مطر بدبي التي استطعت من خلالها تحويل كل ما في النفس من طاقة سلبية إلى أعمال بصرية جميلة أسهمت بشكل كبير في إلهامي وإلهام جمهور تعمق في سبر مكنوناتها ورسائلها الإبداعية بشكل حفزني على المضي قدماً في هذا الاتجاه».
ولا تجد روضة تعارضاً بين عملها الأساسي كمحلل استشراف في مؤسسة دبي للمستقبل، وموهبتها في التصوير، التي أعقبتها بموهبة تقديم مختلف المناسبات الرسمية والفعاليات الحكومية والخاصة: «لا أنكر أن الفن ساعدني كثيراً في هذا المجال، رغم أن الفنان خجول بطبعه، لكنني أبقى فخورة بما وهبني الله من قدرة على الرسم بالكلمات، وكذلك بعدسة الكاميرا، ما يشعرني بسعادة غامرة كلما تذكرت مجموعة الفعاليات التي شاركت فيها، وتشرفت بتقديمها بحضور عدد من شيوخ الإمارات الكرام».
لغة قوية
ترى روضة الإبداع لغة قوية قادرة على إحداث فارق في العالم، متوقفة عند حادثة غيرت نظرتها الفنية واتجاهاتها، وارتبطت بتجربة المصور الإماراتي جاسم العوضي، الذي يعد من أوائل الإماراتيين الذين انتبهوا إلى مسألة توثيق التراث الإماراتي بعيون أجنبية، ما دفعها إلى التعمق في تفاصيل هذا التراث، واكتشاف الكثير من القصص القوية والمعبرة على حد تعبيرها، التي ترجمتها فنياً في تجربة التصوير المفاهيمي. وتوضح: «أحسست أن التصوير المفاهيمي والتصوير الثقافي يمكن أن يسهما في تمثيل الهوية الإماراتية، وتقديم قصة أو حكاية كاملة في صورة واحدة».
وحول مدى نجاح فن التصوير المفاهيمي واتساع قاعدته الجماهيرية في الإمارات، تشير روضة الصايغ إلى جيل جديد من المصورين الشباب ممن يمتلكون الأفكار الجديدة والتقنيات القادرة على إيصال هذا النوع الفني الجديد، رغم عدم تقبل فئة من الجمهور المتلقي وعدم تعوّده هذا النمط الفني ضمن باقة فنون التصوير الضوئي «فالأمر مجرد وجهات نظر فنية قابلة للنقاش والتداول والبحث عن آفاق جديدة واعدة».
وعن مصادر إلهامها، تقول: «هناك العديد من الأسماء الملهمة لي كالمصور الأميركي ستيف ماكوري الذي يمتلك طريقة متفرّدة في مجال تصوير البورتريه، كذلك أعمال التشكيلي الإماراتي مطر بن لاحج، والمصورة الإماراتية عائشة العبار، التي أعتبر أعمالها المجسدة لقوة المرأة وإمكاناتها، مصدر إلهام حقيقياً بالنسبة لي».
Advertisement